لم ينكر الإسلام غريزة الإنسان التي جبله الله عليها، بل أقرّها وسعى إلى تنظيمها وتهذيبها، ولقد شرّع الإسلام الزواج وأباحه وحض عليه لأسباب كثرة، أهمها حفظ النسل، وحفظ النوع البشري من الانقراض، وتحقيق معاني التواصل والتعارف والتآلف بين الأفراد والجماعات والقبائل والشعوب، وكذلك حفاظًا للإنسان من الوقوع في الفواحش والآثام، وتحقيقاً للصون والعفاف، ونشرًا لمعاني المودة والمحبة، قال الله عزو جل: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فأبيح الزواج لنشر المودة والرحمة، وقد جعل الله الزواج ركنًا وسكنًا فيه يسكن كلا الزوجين لبعضهما البعض، وفي الآونة الأخيرة، ظهر مصطلح جديد من الناس يسمى بـ "زواج المسيار" فيه تتنازل الزوجة عن حق المبيت والنفقة، وقد يتم التنازل عن بعض الحقوق الأخرى الغير مخلّة بشروط الزواج، فما هو هذا الزواج وما حكمه؟
تعريفه
هو زواج شرعي مكتمل الأركان من حيث الإيجاب والقبول ورضا ولي الأمر والشهود وغير ذلك، ولكن فيه تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها التي أقرّها الشرع لها مثل حق المبيت وحق النفقة، والأمور المالية، ويرجع أمر الزيارة إلى الزوج متى أراد هو زيارة زوجته، في أي وقت شاء، وفي أي ساعات شاء من اليوم والليلة.
المسيار في الاصطلاح: هو الزواج الذي يذهب فيه الرجل إلى بيت المرأة ولا تنتقل المرأة إلى بيت الرجل؛ وفي الغالب تكون هذه الزوجة ثانية، وعنده زوجة أخرى هي التي تكون في بيته وينفق عليها.
حكمه
هذا الزواج مباح في الشرع؛ وذلك بسبب استكماله للشروط من رضا أولياء الأمور، والشهود، والولاية والصادق المتفق عليه وغيره، وهذا النوع من الزواج يحقق إشباع الغريزة الجنسية، والتقليل من العوانس اللاتي في المجتمع، واللاتي فاتهن قطار الزواج، ويذكر في السنة أن سودة زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد وهبت يومها مع زوجها رسول الله إلى زوجته عائشة، والشاهد في هذا أنّه يحق للمرأة أن تسقط عن نفسها بعض الحقوق مثل حق المبيت والنفقة.
الأركان والشروط:
أضرار زواج المسيار:
المقالات المتعلقة بتعريف زواج المسيار